ما هو علم البيانات؟

غزت الحلول التقنية والثورة المعلوماتية جميع مناحي الحياة كمنصات الأعمال ومراكز التعليم والجهات الحكومية والطبية والمصانع والملاحة والأسواق بالإضافة إلى الأجهزة والسيارات والمنازل الذكية التي ترصد حياة الناس وتنقل المعلومات والأخبار عن طريق الإنترنت وباستخدام السحب الإلكترونية وشبكات التواصل الإجتماعي والتي بدورها فتحت قنوات تجارية ومعلوماتية جديد نتج عنها الضخ المستمر والهائل للبيانات المنظمة والغير منظمة structured or unstructured الخاصة بالأفراد والمنشاءات وأنماط الشراء وسجلات زيارات المواقع Logs. هذه البيانات الضخمة أصبحت هدفاً للعديد من المنظمات لتحليلها واستخلاص المعلومات والرؤى لدعمهم في التنبؤ وإتخاذ القرار المبني على حقائق وأرقام وليس على الخبرة والحتس فقط. فالحكومات تسعى لدراسة البيانات المتعلقة بالبيئة والأرصاد الجوية للتنبؤ بحالات الطقس والتنبؤ بالكوارث والفياضانات. ومراكز الأبحاث الطبية تدرس أنماط المصابين بالسرطان وبالأمراض الوراثية للتنبؤ المبكر بالإصابة ولإستكشاف العقارات الطبية المتقدمة المشخصنة Precision medicine. ومواقع التجارة الإلكترونية ومحركات البحث مثل جوجل تتعقب نقرات الفأرة وتحركات زوار المواقع وتدرس سلوك الأفراد لتعرض لهم الإعلانات الترويجية التي ربما تدفعهم للضغط على الدعاية.

علم البيانات إذاً هو مجال يتداخل مع عدة تخصصات كالإحصاء والرياضيات والحاسب الآلي وتعلم الآلة وتعدين البيانات وتحليلها بحيث يهتم بمعالجة البيانات وتحليلها واستخلاص المعلومات والحقائق واكتشاف المعرفة.

 

عالم البيانات بالتالي هو الشخص المعني باستيراد البيانات وتنقيحها ودمجها مع بيانات أخرى وتهيئتها وتطوير الخوارزميات والأساليب الإحصائية والرياضية المناسبة للإجابة على الأسئلة والتحقق من الفرضيات واستخلاص النتائج و استخراج الرؤى والمعلومات وعرضها في تقارير مصورة.

هناك طرفة تقول ” عالم البيانات هو الشخص الذي يُجيد الإحصاء أكثر من المتخصصين في الحاسب الآلي، ويعرف في علوم الحاسب أكثر من المتخصصين في الإحصاء “.

للإستزادة, شاهد هذا اللقاء مع صانع مسمى “عالم البيانات”

 

سعد محيا العليان

مدرب معتمد في معهد الفنون العالمي بواشنطن.